مشاريعنا
مع تفاقم ظروف عدم استقرار حياة الفلسطينيين في فلسطين، أصبح من الضروري أن تتغير مهام مكتبة بذور فلسطين التراثية. نتيجة لتسارع جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل، أولًا في غزة، ثم في الضفة الغربية، لم يعد بمقدورنا الافتراض بأن الفلسطينيين سيظلون قادرين على العيش والعمل والزراعة في أرضهم إلى الأبد. في ظل مناخ من العنف ضد الأبرياء، وغياب المساءلة عن المستوطنين الذين يهاجمون الفلسطينيين بلا رادع، أصبح الأمن والسلامة مجرد أحلام بعيدة المنال.
نظرًا لأن رسالتنا تتجسد في الحفاظ على أصناف المحاصيل الفلسطينية العريقة، أصبح من الضروري أن نوجه جزءًا كبيرًا من جهودنا نحو حفظ بذورنا بعيدًا عن أرض فلسطين. ومن هذا المنطلق، أطلقنا مشروع "حماة البذور" بهدف وضع هذه البذور في أيدٍ أمينة، سواء من أصدقائنا الفلسطينيين أو غير الفلسطينيين، الذين يعيشون في أمان واستقرار في أماكن متفرقة حول العالم. وفي الوقت الراهن، تقتصر المشاركة في هذا المشروع من خلال الدعوات فقط. أما شركاؤنا الرئيسيون حتى اللحظة، فهم أصدقاؤنا في شبكة المزارع التجريبية، وشركة بذور وادي هادسون، وشركة تري لوف للبذور، وتحالف التعاون الزراعي أوجاما.
حتى بعد عام واحد فقط من إطلاق مشروع "حماة البذور" (2024)، أصبح من الواضح لنا أن مكتبة بذور فلسطين التراثية ستستفيد بشكل كبير من وجود مقر دائم للمجموعة ولأنشطتنا المختلفة المتعلقة بحفظ البذور، وإنتاج الغذاء، والتعليم الثقافي. نحن منفتحون على الدعوات للتعاون، وعلى العروض المحتملة للأراضي التي يمكن التبرع بها للمكتبة، بالإضافة إلى المعدات، واللوازم، والخبرات، والموارد المالية، وغيرها من الوسائل التي تساعدنا على تلبية هذا الاحتياج. لم نتخذ بعد أي قرارات بشأن المكان الذي ينبغي أن يُقام فيه هذا المقر، في ظل تزايد حالة عدم الاستقرار السياسي والشكوك التي تسود العديد من دول العالم. ولكن ما يمكن الجزم به هو أننا نسعى جاهدين لإيجاد منزل دائم، ونحن منفتحون على مختلف الاحتمالات.